بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبير". صدق الله العظيم
لقد سعت قيادة جامعة إب، ومنذ تأسيسها المحافظة على السير بخطوات ثابتة ورصينة لتحقيق أهدافها؛ والذي يأتي العلم ونشر التعليم في صدارتها، وها نحن الآن، ومع بداية العقد الثالث من إنشاء الجامعة نجد أنفسنا مسئولين عن قيادتها في ظل ظروف أقل ما يمكن القول عنها: إنها ظروفاً استثنائية تتسم بالصعوبة التي تحول دون تحقيق الرؤى والغايات المنشودة بنفس الوتيرة المعهودة، بل وربما قد تعيق الاستمرار الطبيعي لأي مؤسسة تعليمية كانت أم خدمية. إلا أن قوة الإرادة والعزيمة، والشعور بالواجب الوطني والدور المطلوب من الجميع القيام به للحفاظ على مكتسبات الجامعة في هذه الظروف، دفعت كل منسوبي الجامعة – كلاً من موقعه ومسئوليته - إلى مواصلة السعي نحو تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز بشكل قد يذهل كل من يعي حقيقة الوضع القائم الذي يمر به الوطن بشكلٍ عام، والجامعة بصفة خاصة.
فكان من أهم ما عملت عليه الجامعة تطوير مجال العلم والتعلم والبحث العلمي، من خلال افتتاح عدد من الكليات التي سيلبي وجودها الحاجة والطلب المجتمعي المتزايد على بعض التخصصات التي لم تكن متاحة لطلبة المحافظة داخل الجامعة؛ حيث تم افتتاح كلية الطب والعلوم الصحية، والكلية النوعية بالسدة، وكلية القانون خلال فترة لم تتجاوز سنتان، بالإضافة الى إعادة فتح عدد من الأقسام والتخصصات في إطار الكليات الموجودة، واستحداث عدد آخر من البرامج الجديدة والتي تعتمد على تعدد التخصصات المعرفية والتطبيقية لتلبي حاجات المجتمع ومتطلباته. وقد حرصت الجامعة على أن يكون الجانب العملي أساساً في متطلبات التخرج وذلك كي تنمو لدى الطلبة مهارات التطبيق العملي، والتي نتوقع أن تزيد قدراتهم على التعامل مع حقائق العمل في الميدان لتحقيق أفضل مستوى من الأداء في مواقع أعمالهم المستقبلية. من خلال: 11 كلية، و3 مراكز متخصصة، و 50 برنامج بكالوريوس، و 10 برامج دراسات عليا (ماجستير)، وبرنامجي دكتوراه، ويتوفر بين أيدينا حالياً عدد من خطط ومشاريع افتتاح المزيد من الكليات والأقسام والبرامج الأكاديمية خلال الفترة القادمة إن شاء الله.
وفي مساعي الجامعة الجادة الى التزام وتحقيق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، كما حددها مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، وبجهد متميز من الزملاء في مركز التطوير وضمان الجودة بالجامعة رسمنا لأنفسنا – بالشراكة الفعلية بين جميع منسوبي الجامعة وقيادتها مع الشركاء المحليين والمستفيدين من خدمات شملت مؤسسات حكومية وخاصة وخريجين - خطة استراتيجية محكَّمة سميت (استراتيجية الجامعة 2025) حددت فيها اتجاهات العمل المستقبلي في الجامعة وفق رؤية ورسالة وأهداف وقيم محددة و واضحة المعالم، أرسيناها لتكون مرجعية أساسية للجامعة وكلياتها ومراكزها وأقسامها ومختلف قطاعاتها ومرافقها، وحرصنا على السير نحو تحقيقها بكل ما نستطيع من قدرات وإمكانات متاحة.
ولعل الواقع اليوم سينوب عنا، ليقوم بدوره في سرد الأحداث والإنجازات، ويفرض نفسه ليحكي مسيرة جهود حثيثة وكبيرة توجت رسمياً من خلال حصول الجامعة على المركز الأول في الأداء ونظام الجودة والاعتماد الأكاديمي على مستوى الجامعات الحكومية والأهلية اليمنية للعام 2017م، والذي مثل تكريماً للجامعة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، واعترافاً بالجهود التي أثمرت عن تحقيق هذا (التميز).
وها نحن، نواصل العمل بجهود مشتركة لجميع المخلصين من منسوبي الجامعة لتطوير الجانب التقني والبرمجي وفق خطة نتطلع من خلالها الى تحقيق عدد من الإنجازات الهامة والضرورية للنهوض بالجامعة نحو الأفضل، وسيتم التركيز خلال الفترة القادمة على أتمتة عدد من الأنظمة المتصلة بأنشطة و وظائف الجامعة، وربطها بالموقع الإلكتروني لتكون ضمن الخدمات التي تقدم التسهيلات لجميع فئات الجامعة ابتداءً بالطالب، ومروراً بأعضاء هيئة التدريس، والموظفين، وانتهاءً بزوار موقع الجامعة وأفراد المجتمع بشكل عام.
بهذه المناسبة، نتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير لفريق عمل الموقع الالكتروني الذين بذلوا جهوداً متميزة في ظل ظروف صعبة وإمكانات محدودة لإخراج هذا العمل الى حيز الوجود، ونأمل منهم مواصلة مراحل العمل المعتمدة ضمن خطة إنشاء وتطوير هذا الموقع ليكون بوابة الكترونية متكاملة تطل بها الجامعة على العالم، وينفذ إليها كل مهتم ليلقى ما يخدمه وينفعه من خلالها. والشكر كل الشكر موصول إلى جميع الأخوة والزملاء الذين يعملون ويساهمون في تسيير مسيرة الجامعة، والحيلولة دون تعثرها أو توقفها باذلين بذلك جهود تحسب لهم وتجعلهم أنموذجاً يحتذى به في المجتمع المحلي وعلى مستوى الوطن بشكل عام.
وختاماً أدعو أبنائي الطلاب والطالبات إلى مضاعفة الجهد والتحصيل العلمي، ليكون لهم بصمة ويساهموا في بناء هذا الوطن ورفع رايته ونشر العلم والمعرفة لنحقق حاضراً مشرفاً، ونرسم مستقبلاً مشرقاً بمشيئة الله تعالى.
دمتم في رعاية الله وجميل حفظه جميعاً، وحفظ الله وطننا وأهلنا من كل شر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ.د/ نصر محمد ناجي الحجيلي
رئيس الجامعة