الفساد في المؤسسات العليمية: الغش في الاختبارات انموذجًا "مقاربة سوسيولوجية كيفية على نظام التعليم في المجتمع اليمني"

الملخص

# هدفت الدراسة إلى مقاربة ظاهرة الغش في الاختبارات باعتبارها أهم إشكاليات نظام التعليم في المجتمع اليمني، لما لها من تأثيرات سلبية على حياة الفرد والمجتمع. فالغش يبدأ في الاختبارات المدرسية، وينتهي في كل نواحي حياة المجتمع. وقد افترضت الدراسة أن الغش يعد مؤشرا على انتشار العديد من الاختلالات في منظومة القيم، وخاصة في ظل انتشار الفساد في كل أنساق المجتمع، بما في ذلك نسق التربية والتعليم. كما يعد مؤشرًا لانتشار حالة من اللامعيارية بالمعنى الذي يحدده علماء الاجتماع. وقد تم توخي منهجية كيفية ركزت على تحليل مضمون التقارير الرسمية التي ترصد سير عملية الاختبارات، وهذه التقارير كانت وحدة التحليل في هذه الدراسة. وخلصت إلى أن ظاهرة الغش تنتشر وبشكل متنام في صفوف تلاميذ الثانوية العامة، وفي ظل تغاضي وتهاون من قبل جهات رسمية، وتشجيع ودعم شعبي ومجتمعي من قبل الكثير من الفئات والشرائح الاجتماعية. لدرجة بدا الغش وكأنه فعل وسلوك عادي، وغير إجرامي ومنحرف. وهذا يقود إلى تزييف الواقع وتحقيق مكاسب بدون أي جهد وبطرق غير مشروعة. واقترحت الدراسة إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تستهدف القضاء على الأسباب التي تدفع إلى سلوك الغش في الوسط الاجتماعي المحيط بالتلميذ، بحيث تدرس كل سبب على حدة للوصول إلى معالجة ناجعة تحاصر الظاهرة. وذلك من منطلق كون عدم التصدي لظاهرة الغش والتهاون في مكافحتها على المدى البعيد ينذر بانهيار حضاري وسريع للمجتمع اليمني.