الروافدُ المغذِّية لِتَجَدُّدِ البُنْية الموضوعية في الخطاب الشعري اليمني التقليدي (1) تفاعل القصيدة مع الثورة
DOI:
https://doi.org/10.69844/16gg5v35الكلمات المفتاحية:
بُنْية مَوْضُوعِيَّة، الشاعر التقليدي اليمني، مصطلحاتالملخص
بدأتْ الدراسةُ مسارَها بضبط مصطلحاتها، وبتأسيس عدد من الحيثيات المُراقبة لصيرورة البحث منهجيَّا والمُوجِّهة له نقديَّا. وقد انطلقت من فرضية مفادها أن الشاعر المبدع يحتاج ما بين الحين والآخر إلى التفاعل مع روافد (خارج نصية) حديثة العهد في ظهورها على المشهد الأدبي؛ لتجديد بنية قصيدته الموضوعية، كلما أُصيبت بالتحَجُّر. وقع الاختيار لاختبار هذه الفرضية على ممارسة الشاعر التقليدي اليمني؛ لأهمية هذه المرحلة الشعرية، في تقديرنا، باعتبارها فاتحة الحداثة؛ ولسلطتها التوجيهية -المُتَجَلِّيَة أو المُتَسَتِّرَة- على المرحلتين التابعتين لها، وبالتحديد الرومانسية والمعاصرة. وبإيجاز شديد تم اختزال إشكالية البحث في السؤال الآتي:
ما ملامح تحديث الثورة لِبُنْيَة قصيدة الشاعر التقليدي اليمني الموضوعية؟
للإجابة عن سؤال البحث استدعت الدراسةُ الممارسةَ الشعرية التقليدية- ممثلة بعدد من القصائد والمقاطع المُنتقاة كعينات تمثيلية- التي أَفْصَحَتْ دُون تَمَنُّع عن انخراط أهم مفاهيم الثورة- وبالتحديد مفهوم (التغيير)- في بنيتها الموضوعية؛ وتغذيته لها بمادة فكرية جديدة مغايرة للأفكار المألوفة والمتداولة في المشهد الثقافي اليمني؛ ومن ثمة عن إسهامه كرافد ثقافي خارجي في تحديثها.
وفي النهاية حاولت الدراسة الكشف عن أهم الدواعي المُلزمة للقصيدة التقليدية بالتناغم مع الثورة فَرَصَدَتْ عوامل ثلاثة تتمثل بحاجة الثورة إلى:
- خطاب إبداعي مُؤثِّر يُبَلِّغ أفكارها الجديدة ويُسَوِّقُها.
- وساطة الخطاب الشعري في استئصال بعض القيم السائدة كقيمة(الإمامة)وإبدالها بأخرى كقيمة(الجمهورية).
- مُسَانَدَة القصيدة لخوض معارك إبداعية ثقافية تؤازر المعارك الميدانية.
يُفضي بنا كلُّ ما تقدم إلى أن القصيدة التقليدية آزَرَت الثورة اليمنية في أداء مهامها، وأن الثانية رَفَدَت الأولى بمادة فكرية جديدة ساهمت في تحديث بنيتها الموضوعية، وأن الخطاب الشعري يحتاج، ما بين الحين والآخر-كلما نَضُبَ ماؤه وتَصَلَّبَ جسدُه- إلى مثل هذه العملية المعرفية.