التنوع العرقي والطائفي في المجتمع اليمني وإسهاماته الحضارية في العصر الإسلامي
DOI:
https://doi.org/10.69844/wxs5p597الكلمات المفتاحية:
العدالة المطلقة، تنوع الأعراق والأعراق المختلفة، الخلفيات الجغرافية، تشكيل مجتمع متحد، الإسهامات الحضارية للتنوع العرقي والطائفيالملخص
أسهم تميز الشريعة الإسلامية السمحة بالعدالة المطلقة في النظرة إلى معتنقيها مع تنوع أجناسهم وأعراقهم، وألوانهم وألسنتهم، وخلفياتهم الطائفية والجغرافية، أسهم ذلك في انصهارهم وتشكيلهم لمجتمع واحد، متقارب الاتجاهات، متشابه الميول والقناعات، فانخرطوا في خدمة هذا المجتمع من خلال صياغة حياة مزدهرة ومشرقة لأفراده، وانهمكوا في السعي لتحقيق ذواتهم الفردية والجماعية، كلٌ فيما يتقنه من مهارات وحرف ومعارف.
ونظرًا للاتساع الهائل الذي تمتع به العالم الإسلامي، في البُعْدَيْنِ المكاني والزماني، فإنه لمن الصعوبة البالغة الإحاطة بمدى الإسهام الحضاري للتنوع العرقي والطائفي، الذي تمتع به المجتمع المسلم، ولذلك يجد الباحث الجاد نفسه مضطرًا إلى تضييق أفق الدائرة الواسعة، وتركيزها على مجتمعٍ جزئيٍ قُطْريٍّ مسلم- هو المجتمع اليمني - ليكون عَـيِّنَةً معبرة عن المجتمع الكبير، وشريحةً صادقةً في تمثيل المجتمع الأم، فما ينطبق على المجتمع اليمني ينطبق أيضًا بدرجة كبيرة على غيره من الأقطار الأخرى المشكلة في مجموعها للمجتمع الإسلامي الكبير.
لقد تبارت مكونات المجتمع اليمني- بصورة غير مباشرة- في إثبات حضورها، وسعت كل شريحة عرقية أو جماعة طائفية إلى برهنة وجودها، وتأكيد تميزها، وفرض الاحترام لها، في جو يغمره الشعور بواحدية المنشأ، وواحدية المنهل، وواحدية المصير، ومثلت الشريعة المحمدية أساس بنائها، وشغلت العقيدة الإسلامية دور الراعي لدوام ترابطها.