آليات الخطاب الحجاجي في الحكم العطائية لابن عطاء الله

الملخص

#يهدف هذا البحث إلى الكشف عن خصائص البنية الحجاجية في نصوص الحكم العطائية لابن عطاء الله، بوصفها نصوصاً توجيهية وتعليمية، يهدف مؤلفها إلى تقديم موجهات سلوكية تقوم سلوك العبد وتهذبه، وتفسر له الكثير من الحقائق الغامضة التي يقابلها في طريقه. وما يكتنفها من أحداث قد تبدو في ظاهرها مزعجة، غير أنها في باطنها تحمل الكثير من الخير، وقد كان الدافع إلى إجراء هذه الدراسة هو ما وجده الباحث فيها من قيم حجاجية ، امتزجت فيها اللغة بالفلسفة، بأسلوب أدبي رائع. ونظراً لأن طريق السالك المريد تتطلب الزهد في الدنيا والابتعاد عن مغرياتها وزينتها، هو أمر قد تأنفه النفس البشرية التي تميل إلى المتع والملذات؛ فإن آليات بناء الخطاب الموجه له لابد أن تشتمل على أدوات استدلالية حجاجية، تقوي من إمكانية تقبله، وتأثيره الفاعل في المتلقي بما يفضي إلى تغيير معتقداته وأفكاره تجاه نزواته ورغباته، ومن ثم سلوكه وأفعاله، وقد أفاد الباحث في معالجته لآلية الحجاج في هذه الحكم من معطيات نظرية الحجاج والنظريات اللسانية الحديثة. وقد تجلت تلك الآليات الحجاجية في سلسلة من الأدوات اللغوية والبلاغية ذات البعد الحجاجي، فضلاً عن ما يصاحبها من المقومات الخاصة بسياق الخطاب الصوفي، ابتداء بمكانة الشيخ - منتج النص - وما يمتلكها من مقومات خطابية، وانتهاء بعناصر المقام الأخرى التي تسهم إلى حد كبير في توجه دلالة الخطاب وتهيئته لاستقباله. وقد اقتضت طبيعة الدراسة الوقوف عند عنوانين فرعيين تتربع عليهما الدراسة، هما: 1. نظرية الحجاج (عند القدماء، والمحدثين). 2.الوسائل الحجاجية في الحكم (اللغوية، والبلاغية). مع التقديم لهذه النقاط بمهاد نظري عام حول مصطلح الحجاج، ومدلولاته اللغوية والاصطلاحية، ثم رؤية عامة حول خصوصية الحكم البنائية. ثم خلصت الدراسة إلى عدة نتائج، تتعلق بطبيعة الاستعمال الحجاجي للحكم.